شيخُ الشُّهور



رَمَضَانُ..
ياضَيفَ النَّدَى..

يَاغَيمةً..
هَطَلَتْ هُدَى..

يانَفْحَةً..
هَبَّتْ مِنَ الْفِرْدَوْسِ..
طَيَّبَتِ الْمَدَى..

كَحَّلْتَ للآفاقِ جَفْنًا
كانَ قَبْلكَ أرْمَدَا..

وكَأَنَّ مِكْحَلَةَ السَّنَا
تَخِذَتْ هِلالَكَ مِرْوَدَا...

وفَتَحْتَ لِلْجَنَّاتِ باباً
كانَ قبْلَكَ مُوصَدَا...

وغَرَفْتَ منْ أنْهارِها
ومَدَدْتَ لِلظَّمْأى يدا...

وسقَيْتَ حَبَّاتِ القلُوبِ
الذَّاوياتِ منَ الصَّدَى..

ياموسمًا للنَّصْرِ منْ
كُلِّ المواسمِ أجْوَدا...

طالتْ سِنينُ البائسينَ
ولمْ يذوقوا سُؤدَدا..

رمضانُ جئتَ وأُمَّتي
تهوي بأضْلُعِها المُدَى..

مَقْهُورةٌ تجري مدامِعُها
بليلٍ أسْودا..

في القدس مازالَ اليهودُ
يُدنِّسونَ المسْجدا...

وابنُ اللَّقيطةِ في دِمْشْقَ
بِلاقِطِيهِ اسْتأسَدا..

ورَبيبُ كِسْرَى في سَوادِ الرافدينِ تبغددا..

وبِمِصْرَ حَولَ الْعِجْلِ خَرَّ السَّامِرِيَّةُ سُجَّدَا..

والبومُ والْغِربانُ عنْ صنْعاءَ تنفي الْهُدْهُدا..

والسَّادرونَ الغافلونَ الخائفونَ من الرَّدى...

يسْتَحْقرونَ نخيلَهُمْ ويُقَدِّسُونَ الْغَرْقَدا..

يتواعَدُونَ على الجهادِ ويُخلفونَ الموعِدا!!

ويُخبِّئونَ رؤوسَهُم في الرَّمْلِ إنْ خطبٌ بَدا..

عَجَبًا أليسُوا يَعْلَمُونَ بأنَّ مَوعِدَهُم غَدا؟!!

ياأيُّها الْبَدْريُّ حَدِّثْ
عنْ فَوارسِ أحْمَدَا...

كيفَ الملائكُ والصَّحابةُ
جدَّلُوا رُوسَ الْعِدَى...

ياسيِّدَ الأزمانِ
قَدْرُكَ
إنْ دعوتُكَ سيِّدَا..

ومُجَدِّدَ الإيمانِ فينا
لاعُدِمْتَ مُجَدِّدا..

في كُلِّ عامٍ
طلَّةٌ محبوبةٌ..
لكَ تُفْتَدى..

كُنْ عُمْرَنا الباقي ولا
تَرْحَلْ غَدََا...
كُنْ سَرْمَدا...