شاب رأسـي وتغيّـرَ حالـي
وانبرى الشيب ليعرف مالـي
قال آهٍ قد كبرت ولا لم
تتخلى عنك تلك الليالي
زادك الله وقــاراً وعلـمـاً
وتـولاك بخـيـرِ خـصـال
فاشكر الله على خيـر قـربٍ
واحمد الله علـى كـل حـال
قلت مهلاً شبت لكـن قلبـي
تائـهٌ فـي فلـوات الخيـال
غارقٌ باللهو يا ويـح نفسـي
حرمت كـل حـلال الفعـال
سل عيوني ما الذي استعذبتـه
وظنوني كيف خلـت خِلالـي
أنا فـي وادٍ ونفسـي بـوادٍ
وضميري كلنـا فـي سِجـال
شبت والحرب تعيش بصدري
تندب النفـس لقتـل جمالـي
فإذا لم استعـن بـك يـا ربّ
عليـهـا فـأنـا لـلــزوال
قال شيبي :كل هـذي خطايـا
كيف تنجو يا قليـل الوصـال
ليت زرعي ما اطـل بـرأسٍ
غـارقٍ باللهو ليـس يبالـي
أفـلا يخجـل مثلـك كهـلٌ
أن يرى النور ويرجو انحلالي
فاستحي من ثورة الشيب واندم
قبل أن يأتي وقـت السـؤال
قلت يا شيب تعبت وجسمـي
خائر العـزم رديء النـوال
يتلظّـى للـحـرام ويفـنـى
ثم يبكي مُغرماً ما جرى لـي
قال يـا ليتـك كنـت ترابـاً
ليت إني في سواك اشتعالـي
رب إني قـد بـرأت إليكـم
من شقيٍ قد سعى لاحتلالـي
يـا الهـي عذبتنـي ذنوبـي
وتخلى الأهل عنـي ومالـي
ما لقلبـي والحـرام أغثنـي
يا الهي قبـل فـوت المجـال
لا تكلني لِـيَ طرفـة عيـنٍ
وتقبلنِـيَ يــا ذا الـجـلال