لا الأمسُ يذكُرُ ما سواكَ ، ولا الغدُ وهناكَ تاهَ ولا هنا يتحدّدُ
اي ! كيف لا ؟ والبينُ أفْحَمَ منطِقي والشّمْسُ في وَضَحِ المحبّةِ ترمُدُ
أنا في نواكَ عَدَمْتُ أزْمِنَةَ الورى فشُرُوقُ وجْهِكَ يومي المتجدّدُ
أنا في نواكَ أَضَعْتُ وُجْهَةَ خُطْوَتي فأليكَ سهْمُ خرائطيْ يتسدّدُ
ما الأبجديّةُ؟ انْ حُرِمْتُكَ ياترى! ما النّحْوُ؟ ما التّصْريفُ؟ بل ما المِرْبَدُ؟
ما سَرْوُ أحلامي ، وعِقْدُ غُصونِها؟ انْ لم تَكُن بِكَ صحْوةً تتقلّدُ!
ما النّطْقُ؟ واسْمُكَ غاب شأْنَ مواسمي ما الصّمْتُ؟ الا حينَ أنتَ تُغَرّدُ
ما السمعُ؟ ما بصري؟ وماذا الطّعْمُ؟ بل ماذا سيعني العِطْرُ؟هل لَمَسَتْ يدُ؟
والخمسُ فاقتْ في نهارِ وصالِنا هل ترتَدي ثوبَ الظّلامِ ، وتَرْقُدُ؟!
عُدْ .. انني ذابت شراعاتي جوىً بَلِيَتْ سفينيَ ، والمرافئُ تَبْعُدُ
....................................... ......................................
اي . ربما تهفو أحاسيسُ الحشا لكنني بفراسَتي ، مُتَأكّدُ..
-أنّي اذا طالَ الفِراقُ ، سألْتَقي حتفي..وَمِنْسَأةُ التصبّرِ مسْنَدُ
وبأنّ مَنْ حولي سيجْهَلُ مصْرَعي وسينخُرُ الشّوقُ العصا ،وسأسْجُدُ..
-صبّاً صريعاً ، في هواكَ مُدَلّهاً ولظى السّنين بمُقْلَتَيّ سيشهَدُ..
-أنّي ، وفوقَ الصّدْرِ من حَجَرِ النّوى لمْ تكْفُرّنّكَ أضْلُعي ، فَتَنَهّدُ
أنّي ، وموجُ البُعْدِ ينْحَتُ مُهْجَتي نارُ الصّبابَةِ لم تَزلْ تتوَقّدُ
كلّا ، ورُغْمَ الحُزْنِ . أو خَوْرِ القُوى فسّأنْزِفُ الصّبْرَ الجّميلَ ، وأصْمُدُ
لابُدّ من دَلْوٍ يُبَشّرُ حَبْلَهُ وفِدا قَميصِكَ ما مضى يَتَجَدّدُ
يا خاطِراً ما مَسّ خَدّ مشاعري الا وتنبضُ بيْ الْجُذورُ الأبْعَدُ
سيُؤذّنُ التأريخُ مِلْءَ خواطري وعلى شفاهيَ سوفَ يُمْطِرُكَ الغَدُ
اذْ ذاكَ أسْمَعُ ، ثمّ ألْمَسُ ، ها أرى وأشُمّ وصلَكَ ، بلْ أذوقُ .فأرْقُدُ..
-مابين حُلْمي والحقيقةِ شاعراً أحلى القصائِدِ في حُضورِكَ أُنْشِدُ
ولأنني وهواكَ ، ضاق بيَ الفضا وهناكَ تاهَ ولا هُنا يتحَدّدُ