فتح
قلم مولود خلاف


عَجَزْتُ ربِّي وضاقتْ دونَكَ السُّبُلُ
وَعِنْدِيَ انْعَدَمَتْ إذْ قَلَّتِ الحِيَلُ
رَبَّعْتُ ضَرْبًا وَبِنْتُ الخَمْسِ قدْ طَرَقَتْ
فَهَلْ تُرَاها بِجَدْبِ الأمسِ قدْ تَصِلُ
وهلْ تُراني أرى مَجْدًا أُأَمِّلُهُ
أمْ أنَّ مَجْدي مَعَ الأحلامِ يَرْتَحِلُ
سَبَّبْتُ ثُمَّ صَبَرْتُ الدَّهْرَ مُنْتَظِرًا
فَشَاخَ صَبْرِي وَمَسَّت همَّتي العِلَلُ
وكيفَ تَقْوَى مَعي الأَسْبَابُ صابرةً
تَعْيَى العزائمُ إنْ لَمْ يَتْعَبِ الرَّجُلُ
دُنْيَا الغُرُورِ... تُرِي الإخْوانَ لَذَّتَها
وَبَعْدَ إِلْفٍ تُريهِمْ كَيْفَ تَنْتَشِلُ
فحاذِرِ العِزِّ لا تَغْرُرْكَ ساعتُهُ
فَبَعْدَهُ الكَرْبُ حتْمًا سَوْفَ يَنْسَدِلُ
هيَ الحياةُ نَهَارٌ بَعْدَهُ ظُلَمٌ
وَكُلُّ سُرورٍ بِها لا شَكَّ يُخْتَزَلُ
ورَحْمَةُ اللهِ رَغْمَ العُسْرِ بَاقِيَة
ولا يُقَدِّرُها إلاَّ الذينَ عَلُوا
سَلَّمْتُ ربّي إليكَ الأمْرَ مُعْتَرِفًا
أنّي الضَّعيفُ ودونَ اللهِ أنْخَذِلُ
فليسَ يُنْصَرُ إنْ عَادَيْتَ ذو نَفَرٍ
وليسَ يُخْذَلُ إنْ والَيْتَ مُنْعَزِلُ
ياربِّ فَرِّجْ بِفَضلٍ مِنْكَ مَكْرُبَةً
قدْ طالَ كربي بِحالٍ ليسَ يُحْتَمَلُ
يا ربِّ كُنْ لي إذا قَصَّرْتُ في سَبَبٍ
بَيِّنْ قُصُوري لَعَلِّي فيهِ أشْتَغِلُ
فلستُ مِمَّنْ يَرومُ المجدَ مُتَّكِلًا
وسُنَّةُ اللهِ في أكْوانهِ العَمَلُ
حيرانُ... أسألُ هلْ بَلْوى فَتَرْفَعُني
أمْ ذا تَهاوُنُنا أمْ أنَّهُ الكَسَلُ
بَلى وربّي فَلَمْ أكْسَلْ بِمَكْرُمَةٍ
وإنْ أرَدْتُمْ يَقِينًا فالنُّجومَ سَلُوا
أُساهِرُ الشُّهْبَ في اللَّيْلاتِ مُجْتَهِدًا
تَمْضِي النُّجومُ وتَبْقى في الضُّحى المُقَلُ
يا أيّها القَلَمُ الرّاقي بِقافِيَةٍ
لا تُكْثِرِ الشَّكْوَ فالأشْعارُ تنْتَقِلُ
ما أجْمَلَ الشَّكْوَ للرحمانِ نُخْلِصُهُ
أذممْ به عَمَلا للنَّاسِ يُبْتَذُلُ
عَظَّمْتُ شَكْوي إلاهي كيْ تُقَرِّبَني
وليسَ يَعْظُمُ مَعْ نَعْمائِكِ الجَلَلُ
شكوتُهُ طمعًا فيمنْ خزائنهُ
مملوءةٌ أبدًا لَمْ يُفْنِها البَذَلُ
لوكانَ ذا الشَّكْوُ محصورًا لِذي عَدَمٍ
لمْ يسألِ اللهَ منْ في قَلْبِهِ خَجَلُ