نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صَفَعْتُ السَّمَاءَ بِوجْهِ الثَّرى وَصَعَّرْتُ كَفَّيَّ مُسْتَمْطِرا
حَصَدْتُ الجَفَافَ الذي كُنْتُهُ فأُلْقِمْتُ يأْسِي وقد أثْمَرا
سأْنسفُ عَيْني وأطوي يَدي وأبْسطُ للجُوعِ نَبْضِيْ قِرى
وإلا تَعَالَي وَعِيشِي مَعِي على كِسرَة الحبِّ رغمَ الورى
ولا تَسألي الغيبَ عَنْ وجهتي وكوني الخِتامَ لِما قُدِرا
سأطهو لكِ القلبَ في وردةٍ وأسقيكِ مِنْ نَبْضِهِ أنْهُرا
سأغرسُ وجْهَكِ في مُقْلَتي لكيلا أرى غَيْرَهُ مَنْظَرا
سأحْيَا لأجْلِكِ ما أبْحَرَتْ زَوَارِقُ عَيْنَيكِ بِي للذُّرَى
سأهواكِ حتَّى يَشيخُ الهوى وحتّى أرى الشَّيبَ قَدْ أسْفَرا
أُحِبُّكِ واللهِ لا أدَّعي فَلَيسَ مِنَ الحُبِّ مايُفْتَرى
أُحِبُّكِ ياكَعْبَةً للسَّنا نَحَرْتُ عَلى بابِها المَخْبَرا
نَزَفْتُ لكِ الشِّعرَ في شَهْقَةٍ فَلا تَمْنَعِي الصَّبَّ أنْ يَزْفِرا!
سأنْفُثُ ظِلَّكِ في دَفْتَري وأُلْقي عَلَى مُقْلَتي الدَّفْتَرا
فقَدْ كَانَ وَجْهُكِ لي مُلْهِمًا فَلا غَرْوَ إنْ رَدَّني مُبْصِرا
أنا ابْنُ القَصِيْدَةِ بَلْ رَبُّها كَشَفْتُ مِنَ اللوحِ ما لا يُرى
بَلَغَتُ مِنَ السِّدْرَةِ المُنْتَهى وقَيَّدْتُ في ظِلِّها عَبْقَرا
أعَذْتُ المُريدات عَنْ زَلَّتِي بآيَاتِ سِحْرٍ قَوِيِّ العُرَى
أنا يُوسُفُ العَصْرِ لمّا أزَلْ بَشيرَ المنَابرِ والمُنْذِرا
قَصَصْتُ على الطِّينِ أُنْشُودَتي فَصارَ السَّحابُ لَها المِزْهَرا
ولو أنَّ عِشْتَارَ قَدَّتْ فَمي فَواقَعْتُها مُقْبِلاً مُدْبِرا
لأَنْجَبْتُ مِنْها بَنَاتِ الرُّؤى وَزَوَّجْتَهُنَّ المَدى الأحْمَرا
سآتيكِ روحًا بلا شَهْوةٍ أفضُّ بها مَوْعِدي الأطْهَرا
فنامي بقربي ولا تَقْلَقي وإنْ أسْلَمَتْنِي الرُّؤى للكَرَىَ
فَأنْتِ الصَّلاةُ الَّتي أُجِّلَتْ وأنْتِ الجَزَاءُ الَّذِي أُنْكِرا
ومَابَيْنَ ذَنْبي وسُجَّادَتِي سَحَلْتُ جَبِيْنَيْنِ مُسْتَغْفِرا