|
شَوْقِى إلَيْكِ يَفِيضُ مِنْ زَفَرَاتِى |
فَلِمَ الْفِرَاقُ وَفِى يَدَيْكِ حَيَاتِى؟ |
لَيْلُ الْفِرَاقِ سَحَابَةٌ .. أَمْطَارُهَا |
لَهَبٌ وَشَوْقٌ عَارِمُ الْقَطَرَاتِ |
لَيْلُ الْفِرَاقِ يَطُولُ لا يُرْجَى لَهُ |
صُبْحٌ .. وَلَيْسَ بَقَاؤُهُ لِفَوَاتِ |
يَلْقَى بِهِ الْقَلْبُ الْمُحِبُّ دِمُوعَهُ |
وَتَثُورُ أَحْزَانُ الْــ مَضَى وَالآتِى |
مَا بَالُ قَلْبِىَ بِالْعَذَابِ مُقَيَّدٌ! |
مَا بَالُ ذَاتِىَ فَارَقَتْ لَذَّاتِى! |
أَوَمِثْلِ هَذَا الْحُبِّ يُغْلَقُ بَابُهُ |
وَتَصِيرُ وَاحَةُ صِدْقِهِ فَلَوَاتِ؟! |
كُنَّا .. وَكَانَ الْحُبُّ يَوْمًا بَيْنَنَا |
صَبًّا يُحَاوِرُ نَبْضُهُ نَبَضَاتِى |
فَغَدَوْتُ أَشْقَى مِنْ عَلِيلٍ مُذْنِبٍ |
وَالْكَوْنُ يَسْمَعُ –عَابِثًا- أَنَّاتِى |
لِمَ أَقْسَمَتْ شَفَتَاكِ يَوْمًا أَنَّنَا |
سَنُعِيدُ نَهْرَ الْحُبِّ لِلْقَنَوَاتِ؟ |
وَاعَدْتِنِى .. وَالْوَعْدُ دَيْنٌ .. مَا جَرَى؟ |
هَلْ كَانَ وَعْدُكِ كَاذِبَ الْكَلِمَاتِ؟! |
لِمَ تُخْلِفِينَ الْوَعْدَ بَعْدَ بِلُوغِهِ |
لِمَ تَجْعَلِينَ الْقَلْبَ بَعْضَ شَتَاتِ؟ |
لِمَ تَحْرِقِينَ الْحُبَّ فِى مِشْكَاتِهِ؟ |
وَالْوَعْدُ يَغْدُو زَيْتَ ذِى الْمِشْكَاةِ |
مَا ذَنْبُ هَذَا الْقَلْبِ يُحْرَقُ قَلْبُهُ؟ |
وَالنَّارُ لَيْسَتْ تَحْرِقُ الْحَسَرَاتِ! |
مَا ذَنْبُهُ؟؟ أَوَكَانَ يُهْجَرُ مِثْلُهُ |
لِيَذُوقَ مِنْ كَأْسِ الْجَوَى مَأْسَاتِى؟ |
إِنْ كَانَ هَذَا لاخْتِبَارٍ فِى الْهَوَى |
هَيَّا ارْجِعِى..وَلْتَسْمَعِى آهَاتِى |
إِنِّى أُعَذَّبُ فِى لَهِيبِ فِرَاقِنَا |
إِنِّى أُعَذَّبُ –رَاضِيًا- مَوْلاتِى |
إِنِّى أُحِبُّكِ لَسْتُ أَمْلِكُ بَعْدَهَا |
غَيْرَ الضَيَاعِ وَبَاقِىَ الْعَبَرَاتِ |
أَنَا لَسْتُ أَخْشَى فِى هَوَاكِ مَلامَةً |
رُغْمَ الَّذِى لاقَيْتُ مِنْ وَيْلاتِ |
عُودِى إِلَىَّ فَإِنَّ حُبَّكِ مَطْلَبِى |
هُوَ غَايَتِى .. هُوَ أَسْعَدُ الْغَايَاتِ |
وَلْتَكْتُبِى عَهْدَ الْمَوَدَّةِ .."لِلْهَوَى |
طَبْعٌ عَظِيمٌ .... يَغْفِرُ الزَّلاتِ" |
وَلْتَرْحَمِى صَبًّا يَرَاكِ وَلا يَرَى |
مِنْكِ الَّذِى قَدْ كَانَ مِنْ دَعَوَاتِ |
وَلِسَانُ حَالِ الْقَلْبِ رُغْمَ جِرَاحِهِ |
“عُودِى إِلَىَّ .. فَفِى يَدَيْكِ حَيَاتِى” |