حَبَائِلُ السَّلام
شعر/ عيسى جرابا
٢٤ / ٧ / ١٤٣٤هـ

يَا شَامُ… لا يَحْزُنْكِ مَنْ خَذَلُوْكِ
مَادَامَ نَحْوَ اللهِ هَبَّ… بَنُوْكِ

بِالحَقِّ تَنْتَصِبِيْـنَ… أَقْوَى صَخْرَةٍ
كُسِرَتْ مَعَاوِلُهُمْ… وَمَا كَسَرُوْكِ

إِنْ يَسْفِكُوْا دَمَكِ الزَّكِيَّ… فَكَبِّرِي
النَّصْرُ يُصْنَعُ… بِالدَّمِ الـمَسْفُوْكِ

لا تَعْجَبِي إِنْ جَارَ جَارُكِ… أَوْ شَدَا
فَوْقَ الجِرَاحِ النَّازِفَاتِ… ذَوُوْكِ

لا يُرْتَجَى لاهٍ… تَغَشَّاهُ الهَوَى
وَأَقَامَ بَيْـنَ يَدَيْهِ… كَالـمَمْلُوْكِ

يَا شَامُ أَنْتِ اليَوْمَ وَحْدَكِ… لَمْ يَعُدْ
فِي العَالَمِ الـمَأْفُوْنِ… مَنْ يَأْسُوْكِ

تَبًّا لأَرْبَابِ السَّلامِ… حَدِيْثُهُمْ
كَحَدِيْثِ صُعُلُوْكٍ… إِلَى صُعُلُوْكِ

مَلأَ الفَضَاءَ نُبَاحُهُمْ… كُلٌّ يَرَى
مَا لا تَرَيْنَ… وَلِلرَّدَى تَرَكُوْكِ

بِيْعَتْ ضَمَائِرُهُمْ… فَبَاعُوْا وَاشْتَرَوْا
حَتَّى تَهَاوَى فِي اللَّظَى… أَهْلُوْكِ

مَدُّوْا أَكُفًّا لِلسَّلامِ… وَلَمْ تَكُنْ
إِلاَّ حَبَائِلَ مَكْرِهِ… الـمَحْبُوْكِ

يَا شَامُ صَبْراً… إِنَّهَا لَـمَلاحِمٌ
كُبْرَى كَأَجْنَادِيْنَ… وَاليَرْمُوْكِ

شُدِّي عَزِيْمَتَكِ الَّتِي وَقَفَتْ لَهُمْ
حِصْناً… يُحَيِّرُ كُلَّ مَنْ يَغْزُوْكِ

وَاسْتَعْصِمِي بِاللهِ… مَا خَابَ الَّذِي
أَلْقَى إِلَيْهِ بِقَلْبِهِ… الـمَنْهُوْكِ

يَا شَامُ يََا أَرْضَ الكَرَامَةِ يَا مَدَىً
رَحْباً… بِهِ أَرْوَاحُنَا تَقْفُوْكِ

مَنْ أَشْعَلُوْا فِيْكِ الثَّرَى… وَتَقَاطَرُوْا
مُتَكَالِبِيْـنَ عَلَيْكِ… مَا عَرَفُوْكِ

إِنْ حَاصَرُوْكِ… فَلِلسَّمَاءِ تَوَجَّهِي
أَبْوَابُهَا… مَفْتُوْحَةٌ… تَدْعُوْكِ

مِنَحٌ هِيَ الـمِحَنُ الَّتِي تَهْدِي إِلَى
نُوْرِ اليَقِيْـنِ… وَدَرْبِهِ الـمَسْلُوْكِ

النَّصْرُ نَصْرُ اللهِ… إِنْ وَافَى عَلَى
قَدَرٍ… فَلَيْسَ يَهُمُّ مَنْ خَذَلُوْكِ