مِــنْ رَجْــفَةِ الــشَّوقِ فِــي الأَجْفَانِ لَمْ أَنَمِ
أُقَــلِّــبُ الــطَّــرْفَ بَــينَ الــسُّهْدِ وَالــسَّجَمِ
ظَــمْآنَ أَطْــمَعُ فِــي إِنْــجَازِ مَــا وَعَــدَتْ
حَــيرَانَ أَسْــمَعُ فِــي هَمْسِ الهَوَى سَدَمِي
مَــلأْتِ رَوْضَــكِ يَــا بِــنْتَ الــرَّبِيعِ شَــذَا
فَــهَلْ سَــفَحْتِ عَــلَى خَــدِّ الــوُرُودِ دَمِي
وَهَـــلْ صَــبَبْتِ لأَوْرَاقِ الــخَرِيفِ صِــبَا
أَعَـــادَ قَــلْبَ الــفَتَى مِــنْ سَــطْوَةِ الــهَرَمِ
وَهَـــلْ أَصَــابَــكِ مِـــنْ هَــارُوتَ فِــتْنَتُهُ
حَــتَّى سُــحِرتُ بِــحُسْنِ الــجِسْمِ وَالــشِّيَمِ
فَــمَــا تُــمَــدُّ إِلَـــى غَــيْرِ الــدُّعَاءِ يَــدِي
وَلَــــيــسَ تَــتْــبَعُ إِلا بِــالــرِّضَا قَــدَمِــي
وَلَــيــسَ تُــبْــصِرُ إِلا الــمُــجْتَبَى مُــقَــلِي
وَلَــــيــسَ يَــنْــطــقُ إِلا بِــالــثّنَاءِ فَــمِــي
يَا سَاهِمَ الطَّرْفِ تَرْجُو الوَصْلَ مَنْ بَخِلَتْ
بِـــهِ عَــلَــيكَ أَمَـــا لِــلــشَّوقِ مِــنْ سَــأَمِ
حَــسْبُ الــفُؤَادِ ذُهُــولاً أَنْ يَــذُوبَ أَسَــى
بِــــالــسَّــادِرَاتِ وَأَنْ يَــــلْــتَــذَّ بِــــالأَلَــمِ
كَــأَنَّمَا الــصَبْرُ صَــابٌ وَالــجَوَى وَصَبٌ
وَالــذِّكْــرَيَــاتُ بَــقَــايَا الــسُّــمِّ وَالــدَّسَــمِ
وَبِــي مِــنَ الــوَجْدِ مَــا يَذْوِي الوُجُودُ بِهِ
مِـــنَ الــحَنِينِ وَمَــا يُــوهِي مِــنَ الــسَّقَمِ
أُغَــالِــبُ الــدَّمْــعَ فِـــي أَجْــفَانِ مُــحْتَشِمٍ
وَأَكْــتُــمُ الــحُــزْنَ فِـــي وِجْــدَانِ مُــبْتَسِمِ
لَــمَّــا شَـــدَدْتِ بِــلَحْظٍ قُــلْتُ يَــا كَــبِدِي
أُصِــبْتُ قَــبْلَكَ مِــنْ سَــهْمٍ عَــلَيكَ رُمِــي
أُخِـــذْتَ مِـــنْ حَــيثُ لا قَــاعٌ تَــلُوذُ بِــهِ
مِـــنَ الــعُــيُونِ وَلا تَــقْــوَى إِلَـــى عَــلَمِ
يَـــا وَيْـــحَ نَــفْــسِكَ قَــدْ أَوْرَدْتَــهَا تَــلَفًا
وَبَـــاتَ أَمْـــرُكَ بَــينَ الــصَّرْمِ وَالــصَّلَمِ
فَــمَا انْــقَلَبْتَ عَــلَى هِــنْدٍ بِــذِي حَــرَضٍ
وَلا سَــلِــمْتَ إِلَـــى سَــلْــمَى بِــذِي سَــلَمِ
وَلا لَــــقِــيــتَ مِـــــنَ الآرَامِ سَــانِــحَــةً
وَلا بَــقِــيتَ عَــزِيزَ الــجَنْبِ فِــي الأَجَــمِ
لا كُــنْــتَ يَـــا قَــلْبُ إِنْ أَصْــبَتْكَ غَــانِيَةٌ
فَــكَمْ مِــنَ الــعِشْقِ قَــدْ أَفْــضَى إِلَى النَّدَمِ
مَــحَضْتُكَ الــصِّدْقَ وَالأَيَّــامُ فِــي كَــذِبٍ
وَعِــشْــتُكَ الــحَــقَّ وَالأَحْــلامُ فِــي بَــكَمِ
وَصُــنْتُ قَــدْرَكَ عَــنْ جَــهْلٍ وَعَــنْ زَلَلٍ
فَــهَلْ سَــتَعْصِي لِــسَانَ الــنُّصْحِ إِنْ يَــلُمِ
يَـــا غَــافِلاً عَــنْ سَــبِيلِ الــحَقِّ مُــنْشَغِلاً
بِــالــمُــلْهِيَاتِ مِـــنَ الأَوْطَـــارِ وَالــنَّــغَمِ
قِــيثَارَةُ الــرُّوحِ نَــاجَتْ مُــهْجَتِي فَسَجَتْ
وَانْــسَابَ فِــيهَا الــهُدَى كَالنُّورِ فِي الظُّلَمِ
قَــدْ كُــنْتُ مُــتَّهِمًا صَــرْفَ الــزَّمَانِ وَقَدْ
ظَــنَــنْتُ أَنِّـــي بِــصَــرْفِي غَــيرُ مُــتَّهَمِ
حَــتَّى مَــرَرْتُ عَــلَى قَــبْرٍ وُعِــظْتُ بِــهَ
وَلَــيسَ أَوْقَــعَ مِــنْ وَعْــظٍ عَــلَى الــرُّجُمِ
هِـــيَ الــحَــيَاةُ سَـــرَابٌ لا رَوَاءَ بِــهَــا
وَلَـــوْ حَــبَــتْكَ كُــنُــوزَ الـــدُّرِ والــحَشَمِ
لَــذِيــذُ عَــيْــشِكَ مَــهْمَا طَــالَ لَــيسَ لَــهُ
إِلا الــفَــنَــاءُ وَمَــهْــمَا طَـــابَ كَــالــحُلُمِ
تَــجْــرِي عَــلَــيكِ يَـــدُ الأَقْـــدَارِ نَــافِذَةً
فِـــي صَــفْحَةِ الــلَّوْحِ مِــمَّا خُــطَّ بِــالقَلَمِ
وَكُـــلُّ خَــفْــقَةِ قَــلْــبٍ فِــيــكَ تَــسْــمَعُهَا
يَسْرِي بِكَ المَوْتُ مَسْرَى الرُّوحِ فِي الأَدَمِ
كَــمْ ظَــنَّ قَــبْلَكَ مِــنْ عَــبْدٍ وَمِــنْ مَــلِكٍ
بَـــأَنْ تَـــدُومَ لَـــهُ الــدُّنْــيَا فَــلَــمْ تَـــدُمِ
مَــضَوا عَــلَى الــدَّهْرِ وَالآثَــارُ فِــي عَدَمٍ
وَغَــــايَــةُ الــخَــلْــقِ وَالأَيَّــــامِ لِــلــعَدَمِ
فَــهَــلْ ضَــمِنْتَ مِــنَ الأَيَّــامِ مِــنْ دَعَــةٍ
وَهَـــلْ أَمِــنْــتَ أَذَى مِــنْ سَــيْلِهَا الــعَرِمِ
غَـــوْلُ الــحَــوَادِثِ إِنْ خَــانَــتْكَ تَــجْربَةٌ
أَمْــضَى مِــنَ السَّيْفِ فِي الهَامَاتِ وَالهِمَمِ
وَرُبَّ حَـــالٍ يُــرِيــكَ الــدَّهْــرُ نِــعْــمَتَهَا
وَفِـــي لُــبَــابَتِهَا ضَـــرْبٌ مِـــنَ الــنِــقَمِ
يَـــا مَـــنْ يُــسَــوِّفُ عِــنْــدَ اللهِ تَــوْبَــتَهُ
احْــذَرْ فَــإِنَّ رَسُــولَ الــمَوْتِ غَيرُ عَمِي
مَــــاذَا تَــقُــولُ لِـــرَبٍّ جِــئْــتَهُ ثَــمِــلاً
وَلَـــمْ تُــصَــلِّ لَـــهُ يَــوْمًــا وَلَــمْ تَــصُمِ
مَـــاذَا تَــقُــولُ وَعَــيــنُ الــذُّلِّ صَــاغِرَةٌ
وَفُـــوكَ يُــخْــتَمُ لا يَــقْــوَى عَــلَى الــكَلِمِ
فَــــدَعْ غُــــرُورَكَ بِــالــدُّنْيَا وَزِيــنَــتِهَا
وَعُــــدْ لِــرَبِّــكَ بِــالــطَّاعَاتِ وَاسْــتَــقِمِ
نَــادَى الــمُنَادِي إِلَــى دَرْبِ الــهُدَى سُبُلاً
وَأَذَّنَ الــــحَــجُّ فِــــي أُمِّ الــقُــرَى فَــقُــمِ
الــحَــجُّ فَــرْضٌ عَــلَى الــتَّعْجِيلِ يَــعْمُرُهُ
مَــنِ اسْــتَطَاعَ وَلَــيسَ الــحَجُّ فِــي الهَرَمِ
بَــطْحَاءُ مَــكَّةَ فِــي الآفَــاقِ قَــدْ صَدَحَتْ
بِــرَحْــمَــةِ اللهِ فَــاسْــعَ الــيَــومَ وَاغْــتَــنِمِ
بَــطْــحَاءَ مَــكَّــةَ يَـــا خَــيرِ الــبِلادِ لَــهَا
طُــهْــرًا تَــتُــوقُ قُــلُــوبُ الــجِنِّ وَالــنَّسَمِ
سُــبْــحَانَكَ الله كَـــمْ أَوْلَــيــتَ مِــنْ نِــعَمٍ
وَكَــــانَ بَــيْــتُكَ فِــيــنَا أَكْـــرَمَ الــنِّــعَمِ
جَــعَــلْــتَ أَفْــئِــدَةً تَــهْــوِي إِلَــيــهِ بِــهَــا
تُــجِــيبُ دَعْـــوَةَ إِبْــرَاهِــيمَ فِـــي الــقِدَمِ
حَــتَّــى أَتَـــاهُ مِــنَ الآفَــاقِ مَــنْ رَكِــبَتْ
عَــلَــى سَــنَامٍ وَمَــنْ يَــمْشِي عَــلَى قَــدَمِ
فِــي رِحْــلَةِ العُمْرِ يَسْعَى القَوْمُ فِي عَجَلٍ
بِــالــضَّــامِرَاتِ وَيَــسْــعَى اللهُ بِــالــرُّحمِ
لَــمَّــا وَصَــلْــتُ إِلَــى الــمِيقَاتِ أَدْرَكَــنِي
مِــنَ الــتَّضَرُّعِ مَــا أَدْرَكْــتُ مِــنْ ضَرَمِ
خَــلَــعْتُ عَــنِّي ثِــيَابَ الــزَّيْفِ مُــغْتَسِلاً
مِــنَ الــذُّنُوبِ وَمَــا فِــي الــقَلْبِ مِنْ سَخَمِ
نَــظَرْتُ حَــولِي فَــكَانَ الــنَّاسُ فِــي حُرُمٍ
وَقَـــدْ تَــسَــاوَى ذَوُو الــتِّــيجَانِ بِــالخَدَمِ
لَــبَّــيكَ حَــجَّــاً لَـــكَ الــلَّــهُمَّ يَـــا أَحَــدًا
يَــشْدُو بِــهَا الــقَلْبُ فِــي وَهْــدٍ وَفِــي أَكَمِ
لَــــبَّــيــكَ لَــبَّــيــكَ لا رَبٌّ سِــــوَاكَ وَلا
أَرْجُــو سِــوَاكَ رِضَــا يَــا عَــامِرَ الــكَرَمِ
لَــبَّــيــكَ حَــــمْــدًا وَإِيــمَــانًــا وَتَــزْكِــيَةً
لَــبَّــيكَ لَــبَّــيكَ فِـــي حِـــلٍّ وَفِــي حَــرَمِ
إِلَـــى رِحَــابِــكَ يَـــا رَحْــمَــنُ قَــافِــلَتِي
فَـــلا تَــكِلْنِي وَكُــنْ لِــي خَــيْرَ مُــعْتَصَمِ
أَتَــيــتُ بَــابَــكَ أَرْجُـــو قِــسْــمَةً بِــرِضَا
وَمَـــنْ يُــقِــمْ عِــنْــدَ بَـــابِ اللهِ يَــقْــتَسِمِ
بَــــابَ الــــسَّــلامِ سَـــلامُ اللهِ أُمْــهِــرُهُ
نَــجْــوَى الــفُــؤَادِ بِــشَوقٍ غَــيرِ مُــنْفَصِمِ
مَـــا إِنْ دَلَــفْتُ وَعَــينُ الــشَّوقِ خَــاشِعَةٌ
حَــتَّــى ذَرَفْـــتُ بِــجَــفْنٍ غَــيرِ مُــحْتَشِمِ
وَقَــفْتُ فِــي الــصَّحْنِ لا سَــاقٌ تُطِيعُ وَلا
عَــــقْــلٌ يَــثُــوبُ وَلا أُذْنٌ بِـــلا صَــمَــمِ
أُخِـــذْتُ فِــي جُــنُبَاتِ الــطُّهْرِ مُــنْصَدِعًا
حَــتَّــى شَــهَــقْتُ بِــصَوتٍ غَــيرِ مُــنْكَتِمِ
وَحَــامَتِ الــرُّوحُ بُــشْرَى حَــوْلَ كَــعْبَتِهِ
كَـــأَنَّ مِــنِّــي كَــثِــيرَ الــشَّوقِ لَــمْ يَــحُمِ
لَـــو يَــبْذُلُ الــدَّهْرُ مِــنْهُ الــكَوْنَ حِــينَئِذٍ
لَـــمْ أُبْـــدِلِ الــدَّمْــعَ بِــالدُّنْيَا وَلَــمْ أَسُــمِ
أَدَرْتُ ذَاكِـــرَةَ الــتَّــارِيخِ فِـــي خَــلَــدِي
فِـــي الــسَّــابِقَاتِ مِـــنَ الأَيَّــامِ وَالأُمَــمِ
هَـــذَا الــخَــلِيلُ يَـــؤُمُّ الــبَــيتَ يَــرْفَــعُهُ
مِـــنَ الــقَــوَاعِدَ يَــقْــضِي الــهَــمَّ بِــالتَّمَمِ
وَذَا الــمَــقَامُ وَإِسْــمَــاعِيلُ فِـــي شَــرَفٍ
طَـــوْعَ الأُبُـــوَّةِ فِـــي ذَبْـــحٍ وَفِــي وَأَمِ
وَتِـــي قُــرَيــشُ بِــدَارِ الــنَّدْوَةِ اجْــتَمَعَتْ
مِـــنْ كُــلِّ طَــاغِيَةٍ فِــي الــنَّاسِ مُــحْتَكِمِ
هَـــذَا أَبُـــو لَــهَــبٍ تَــبَّــتْ يَــدَاهُ طَــغَى
فِــي الــنَّاسِ كِــبْرًا وَأَحْنَى الرَّأْسَ لِلصَّنَمِ
هُــنَــا تَــنَــزَّلَ جِــبْــرِيلُ الأَمِــيــنُ عَــلَى
خَــيــرِ الــبَــرِيَّةِ فِـــي حُــكْمٍ وَفِــي شِــيَمِ
هُــنَا الــمُحَمَّدُ فَــوْقَ الــشِّرْكِ بَــدْرُ دُجَى
يَــهْــدِي الــوَرَى سُــبُلاً مِــنْ دِيــنِهِ الــقِيَمِ
أَقَـــــامَ دَولَــــةَ إِيــــمَــانٍ وَمَــعْــرِفَــةٍ
وَطَــهَّرَ الــبَيتَ مِــنْ شِــرْكٍ وَمِــنْ وَخَــمِ
هَـــذَا الــسَّبِيلُ فِــسِرْ فِــي إِثْــرِ خَــطْوَتِهِ
بَــيــنَ الــجُــمُوعِ وَهَــذَا الــرُّكْنُ فَــاسْتَلِمِ
وَطُـــفْ كَــمَا طَــافَ تَــدْعُو اللهَ مُــبْتَهِلاً
تَــرْجُــو الــشَّــفَاعَةَ ثُــمَّ الــحِجْرَ فَــالْتَزِمِ
وَصَـــلِّ سُــنَّــتَهُ خَــلْــفَ الــمَــقَامِ وَكُــنْ
فِـــي الــسَّاجِدِينَ لِــرَبِّ الــنَّاسِ وَاسْــتَهِمِ
وَإِنْ ظَــمِــئْتَ فَــذِكْــرُ اللهِ كَـــأْسُ نَــدَى
وَمَــاءُ زَمْــزَمِ تَــروِي رِيــقَ كُــلِّ ظَــمِي
ثُـــمَّ اسْـــعَ سَــبْــعًا وَلا تَــبْخَلْ بِــأَدْعِيَةٍ
تَــفُــزْ بِــمَــا قُــلْــتَ لا فِــيــهَا وَمَــا نَــعَمِ
فَــالــجِسْمُ يَــسْــعَى إِلَــيهَا مَــرْوَةً وَصَــفَا
وَالــرُّوحُ تَــسْعَى إِلَــى الــرُّضْوَانِ وَالنِّعَمِ
وَفِـــي مِــنَــى تَــلْتَقِي إِنْ شِــئْتَ تَــرْوِيَةً
بِــــكُــلِّ مُــنْــشَــغِلٍ بِــالــذِّكْــرِ مُــنْــسَجِمِ
وَسِــــرْ إِلَـــى عَــرَفَــاتِ اللهِ مُــجْــتَهِدًا
وَتُــبْ إِلَــى اللهِ وَابْــكِ الــنَّفْسَ مِــنْ أَثَــمِ
وَادْعُ الــكَــرِيمَ بِــمَــا تَــرْجُو يُــجِبْكَ بِــهِ
وَإِنْ سَــأَلْــتَ ذُرَى الــفِرْدَوسِ لَــمْ تُــضَمِ
وَإِنْ نَــفَرْتَ مَــعِ الــحُجَّاجِ صَــوْبَ مِنَى
فَــكُــنْ بِــشَرْعِ الــهُدَى لِــلنَّاسِ فِــي أَمَــمِ
وَإِنْ رَجَــمْــتَ فَــقَــصِّرْ وَاتَّــبِــعْ سُــبُــلا
وَاحْــلُــلْ ثِــيَــابَكَ وَانْــحَــرْ فِــدْيَــةً بِــدَمِ
فَـــإِنْ تَــعَــجَّلْتَ فِـــي يَــومَينِ لا جَــرَمٌ
وَإِنْ تَــأَخَّــرْتَ فَــامْــكُثْ غَــيــرَ مُــجْتَرَمِ
وَعُـــدْ لِــمَــكَّةَ طُــفْ بِــالبَيتِ وَارْنُ لَــهُ
بِــالــهَــاطِلاتِ وَدَاعَ الــقَــطْــرِ لِــلــدِّيَــمِ
يَـــا رِحْــلَةَ الــنُّورِ بِــالإِيمَانِ مَــا فَــتِئَتْ
فِـــي كُـــلِّ عَــامٍ لِــقَاءَ الــطُّهْرِ وَالــسَّلَمِ
هُــنَــا الأُخُـــوَّةُ بِــالإِسْــلامِ قَــدْ جَــمَعَتْ
كُـــلَّ الأَحِــبَّةِ مِــنْ عُــرْبٍ وَمِــنْ عَــجَمِ
هُــــنَــا تَــــوَحَّــدَتِ الآرَاءِ وَاعْــتَــصَمَتْ
تَــقْــوَى الــقُلُوبِ بِــحَبْلِ الــوَاحِدِ الــحَكَمِ
هَــابَتْ عُــرَاهَا حُــشُودُ الــكُفْرِ وَاحْتَزَبَتْ
لِــتَــطْعَنَ الــدِّيــنَ فِــي الــمِنْهَاجِ وَالــنُّظُمِ
قَــالُــوا الــشَّــعَائِرُ لــلأَوْثَــانِ مَــرْجِــعُهَا
وَفِــي الــمَشَاعِرِ مَــا يَــعْصَى عَلَى الفَهِمِ
وَقِــيــلَ كَــيــفَ يُـــرَى إِبْــلِيسُ تَــرْجُمُهُ
كُـــلُّ الــجُمُوعِ وَرَغْــمَ الــرَّجْمِ لَــمْ يَــهِمِ
وَكَــــيــفَ تَــلْــثِــمُ شَــيــئَاً ثُـــمَّ تَــحْــقرُهُ
وَكَــيــفَ تَــزْعُــمُ أَنَّ الــخَيْرَ فِــي الــخِيَمِ
خَــابَ الــلِئَامُ وَفِــي الــبُّهْتَانِ قَــدْ رُكِسُوا
فَــدِيــنُكَ الــحَقُّ يَــسْتَعْصِي عَــلَى الــتُّهَمِ
هَــلْ أَدْرَكُــوا الــقَدَرَ الــمَحْتُومَ هَلْ عَقِلُوا
مَــعْــنَى الــوَفَاءِ لِــفَحْوَى الــعَهْدِ وَالــذِّمَمِ
وَهَـــلْ أَقَــامُــوا عَــلَــى دِيــنٍ لِــيَحْتَقِرُوا
شَـــرْعَ الــمُــهَيمِنِ فِـــي قُــدْسِــيَّةِ الــقِيَمِ
إِنَّــــا لَــنَــعْــبُدُ رَبَّ الــعَــرْشِ طَــاعَــتُهُ
فَــرْضٌ عَــلَى الــعَبْدِ فِــي فَهْمٍ وَفِي غَمَمِ
وَمَــــا الــشَّــعَــائِرُ إِلا مِـــنْ شَــرِيــعَتِهِ
لِــنَــنْهَلَ الــعَفْوَ مِــنْ نَــبْعِ الــهُدَى الــشَّبِمِ
يَــا أُمَّــةَ الــحَقِّ عُــودِي لِــلهُدَى وَدَعِــي
أَوْهَــــامَ مُــحْــتَــفِلٍ بِــالــلَّــهْوِ مُــحْــتَدِمِ
فَــلَــيسَ غَــيْــرُ حِــمَى الــدَّيَّانِ يَــحْفَظُكُمْ
مِــنْ عَــجْزِ هِــمَّةِ مَــقْهُورٍ وَمِــنْ وَصَــمِ
لا يَــأْنَــفُ الـــذُّلَّ إِلا مَـــنْ يَــقُــومُ لَـــهُ
وَلا يَــفُــوزُ بِــتَــاجِ الــمَجْدِ غَــيرُ كَــمِي
وَالــمَــوْتُ أَكْـــرَمُ لِــلأَحْرَارِ مِــنْ دَعَــةٍ
تَــسْقِي الــنُّفُوسَ شَــرَابَ الــذُّلِّ وَالــرَّغَمِ
وَلَــــيــسَ يَــنْــفَــعُ لِــلإِنْــسَــانِ مَــعْــذِرَةً
أَنْ قَـــالَ كِـــدْتُ فَــكَــادَ الــدَّهْرُ بِــاللُّجُمِ
ومــن يُــجَازِ الــوَرَى بــالشَّرِّ يُــجْزَ بِــهِ
وَمَـــنْ يُـــوازِ بِــسِــيمَا الــخَــيرِ يَــتَّــسِمِ
يَــــا رَبِّ إِنَّ سَــنَــا الــغُــفْرَانِ غَــايَــتُنَا
وَقَــولُــكَ الــحَــقُّ فَــاغْــفِرْ زَلَّـــةَ الــقَدَمِ
بَــذَلْــتُ نَــفْــسِي لَـــكَ الــلَّــهُمَّ مُــحْتَسِبًا
وَقَـــدْ خَــفَــضْتُ جَــنَــاحَ الــذُّلِّ فَــاحْتَكِمِ
أَحــجُّ رُوحًــا وَفِــي الــرِّضْوانِ لِــي أَمَلٌ
فَــاقْبَلْ دُعَــائِي مَــعِ الــحُجَّاجِ فِــي الحَرَمِ
وَارْفَــعْ مَــقَامِي بِــمَا أَسْــدَيتَ مِــنْ نِــعَمٍ
بَــيْــنَ الــخَلائِقِ وَاكْــتُبْ حُــسْنَ مُــخْتَتَمِ