كانتا تتداولان التعب عند إحدى محطات الوقود
وصَبيّـةٍ لم تبلغ العِقدا
حَفـَر الشقـاءُ بمهدهـا لحْدا
البؤسُ تفضحُـه ضفائـرُهـا
والجوع يُذوي الوجهَ والقدّا
فُسَح الصِّبـا ضاقـت بصبْوتـها
والأفْق يبدو حاصبـًا صَلـْدا
وعلى المحاجـر فيـضُ أسئلـةٍ
مكلومةٍ تتمحّل الفَقْدا
أتْرابُها يلهــون في دَعَـةٍ
والعيشُ يُقْبِلُ نحوَهـم رَغْدا!
طافت على الطرقات أعينُها
لم تُلفِ بيـن لِداتِـها نِدّا!
فَأَوَتْ لحِضنٍ ما لمحتُ به
دفئًا يُحنّ له ولا برْدا
الأمُّ خلْف ذهولها جُمَلٌ
قطعَتْ على كتمانها العهدا
نَظَرتْْ إليّ وفي المدى سَفَـرٌ
كَلَلٌ على سنواتهـا امتدّا
الموتُ يَسكـنُ كلَّ زاوية
في هيكلٍ ذَبَحتْ به الوعْدا
طيف الفنا شبَـحٌ يطاردِها
كرِهَتْه إذ يقتاتُها سُهـْدا
أرْخت إليّ عناءَ راجفةٍ
لم تَلْقَ دون هَوانها بُدّا
فنقدتُهـا والقلبُ مُنكفـئٌ
غُصَصًا أعُدّ نِثارها عدّا
ومضيـتُ ، دربي لا يلمُّ سوى
ذمم الحياة وموتنا الأجدى

----------------------------
أترابها ، لداتها : من هم في مثل عمرها