اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري مشاهدة المشاركة
بُـرُوجُــكَ فِـــي الفَضِـيـلَـةِ فُـقْــنَ قَـــدْرَا
وَجُــزْنَ ذُرَى الـمَـجَـرَّةِ نَـحْــوَ أُخْـــرَى
مِنَ الفَلُّوجَةِ امْــتَــــدْتْ بُــــرُوقًــــا
فَـأَيـنَـعَ فِـــي الـسُّـوِيــدِ الـقَـطْــرُ زَهْــــرَا
فَــمَــا بَـــــالُ الــمُـــرُوءَةِ مِــثْـــل ثَـكْــلَــى
وَأَخْـــــلَـــــقُ بِـــالــــمُــــرُوءَةِ أَنْ تُـــــسَــــــرَّا
هُوَ القَدَرُ الذِي فِـي الدَّهْـرِ يَمْـضِي
وَيَـمْـتَـحِـنُ الــــوَرَى وَصْـــــلا وَهَــجْـــرَا
فَـكَــمْ نَـضَـبَـتْ رُبُـــوعٌ مِـــنْ سَــحَــابٍ
فَـأَمْـطَــرَهُــنَّ بَـــعْــــدَ الـــجَــــدْبِ وَفْـــــــرَا
وَكَمْ بَكَتِ الحُـرُوفُ عَلَـى طُـرُوسٍ
فَـأَبْــدَلَــهُــنَّ بَـــعْــــدَ الـــطِــــرْسِ سِـــفْــــرَا
أَمَـــــا عَــرِفَـــتْ بِـمَـحْــمُــودِ الـسَّـجَــايَــا
حَــسِــيــبًـــا شَـــامِـــخًـــا حُـــــــــرَّا وَبَــــــــــرَّا
أَلُــوفًـــا صَـــــادِقَ الــوَعْــدَيــنِ شَــهْــمًــا
أَخَــــــــــا أَدَبِ وَمَـــكْـــرمَــــةٍ وَبُـــــشْـــــرَى
إِذَا نَـــفَــــشَ الـــنَّــــوَالُ أَفَــــــــاءَ زُهْــــــــدًا
وَإِنْ عَـطِـشَ الـسُّـؤَالُ أَفَـــاضَ نَـهْــرَا
عِـــرَاقِــــيَّ الإِبَـــــــاءِ سَــلِـــيـــلَ صِــــيــــدٍ
مَــتَــى عَــصَــفَ الــبَــلاءُ يَــشُــدُّ أَزْرَا
أَخِـــــي مَـحْــمُــودُ قَــــــدْ أَغْـــدَقْـــتَ وُدًّا
يَــرُفُّ شَـــذَى بِـشِـعْـرٍ مِـنْــكَ أَطْـــرَى
كَـــــأَنَّ حُــرُوفَـــهُ قَـــــدْ سِــلْـــنَ شَـــهْـــدًا
وَأَنَّ سُـــطُـــورَهُ قَــــــدْ فُـــحْـــنَ عِـــطْــــرَا
وَقَــدْ رَشَـــفَ الـبَـيَـانُ مِـــنَ المَـعَـانِـي
كُـــــؤُوسَ بَــلاغَـــةِ الإِبْـــــدَاعِ سِــحْـــرَا
بِــهِ نَـضَـحَ الشَّـعُـورُ عَبِـيـرَ صِـــدْقٍ
يُلامِـسُ فِــي عَمِـيـقِ الـحِـسِّ طُـهْـرَا
وَفِـــي حَـــرَجِ الـمَـوَاقِــفِ كُــنْــتَ لَـيـثًــا
يَــــذُودُ عَــــنِ الــهُـــدَى نَــابًـــا وَظُــفْـــرَا
كَــــأَنَّــــكَ آخِــــــــرُ الـــنُـــبَـــلاءِ عَــــهْـــــدًا
وَأَوَّلُ صَـفِّـهِــمْ فِــــي الـفَــضْــلِ ذِكْـــــرَا
وَأَكْـــرَمُ فِـــي خُـطُــوبِ الـدَّهْــرِ بَـــذْلا
وَأَوْسَــــعُ فِــــي الـعَـنَــا كَــفَّـــا وَصَـــــدْرَا
لَــقَــدْ صَــدَّقْــتَ فِــيـــكَ الــقَـــولَ فِــعْـــلا
يُــوَافِــقُ مَــــا اقْـتَــضَــى حُــلـــوًا وَمُـــــرَّا
أَتَــيــتُـــكَ وَالــمَــدِيـــحَ عَـــلَــــى حَــــيَــــاءٍ
وَمَــــا أَجِــــدُ الـمَــدِيــحَ يَـفِــيــكَ شُــكْـــرَا
فَـــدَعْ بَــيــتَ الـقَـصِـيـدِ وَسَــــعْ فُــــؤَادًا
بَنَى لَـكَ فِـي شِغَـافِ الحَمْـدِ قَصْـرَ


معلقة جديدة من مطولات العمري المدهشة
وعباءة فخر أسدلها على كتفي أبيّ شامخ حقيق بكل تقدير واحترام كشاعرنا محمود فرحان حمادي

بمطلع يحمل تسامي القصيدة شعرا وشعورا منذ استهلالها في صورة خلابة تنعش الخيال وتحفز الذهن لقراءة فيها من الإبداع ما أعلنته اللوحة التي نلج من عتبتها للقصيدة عبر مجموعة تالية من الأبيات تضع القاريء في صورة حكاية الغدر وأهله وما فعلوا وفيم فعلوه، وخصالهم وطباعهم ونفوسهم المريضة، وكيف "أن الله أبدل شاعرنا الدرهم دينارا" في مقارنة بديعة بين ما كان وما استجد من أحوال وأشياء وشخوص، وصولا لشخص الممدوح ومزاياه وخصاله ...

لن أطيل التعليق فحسب هذا الجمال أن يفوح عبيره لتنتعش الواحة والنفوس
وحسبنا قراءة فيها كل روعة الأدب وألقه حرفا وحسا
بهدية كريمةمن كريم لكريم

دمتما بألق