اشتهاءات السحاب

رغم انطفاءات ِ الخريف !

متبتّلا ً أبحـرتُ حرفـي َ مركبـي
والريح تحملني لجفـن الكوكـب ِ
بعضي اشتهاءاتُ السحاب وفي دمي
طيف القريض الهاشمـي ِّ اليعربـي
و حدي أجدّف في بحار مواجعـي
وبلجّة الأنواء حُلْمـي طـار بـي
أغفو ببطن الحـوت فـي ظلمائـه
لأفيق َ في صبـح ٍ يُعيـد توثّبـي
أنا ماءُ كل الظامئين إلـى الـرؤى
وأنا الهواءُ أنـا انجـلاءُ الغيهـب ِ
أنا روح ُهذي الأرض بسمة ُ ثغرها
وأنا اشتعالُ الشمس عند المغربِ !
آت ٍ أنمنـم ُ بالبيـاض جداولـي
ومضيت ُ كالقدّيس ِ أنشر مذهبـي
ظلّـي يسابقنـي وألـف خميلـةٍ
خلفي وتحت يدي مدائـن مـأْربِ
نسجتني الصحـراء مـن نفحاتهـا
قمرا ً تهدهده ُ ابتسامات ُ الظبـي
ورشفت من نهد السمـاء فرائـدا ً
كالغيم ِ كالهمساتِ كالشِّعْر الأبـي
روحي معلّقة ُ الفضـاء سنابلـي
لغة الحيـاة رحيـق أيامـي أبـي
قدّمت نبضي َ للنجـوم ِ هديّـة ً
حتى ظننت ُ الكون يتبـع موكبـي
أتحسّس الضوء الشفيف فـلا أرى
إلا انحنـاءات ِ الفـؤاد المُتْـعَـبِ
أفْقي شحوب ٌ كلّ ما حولي لظـى
لكـنّ آمالـي ْ كفجـر ٍ أرحَـبِ
في مسمعي سكب الربيع ضيـاءه
رغم انطفاءات ِ الخريف المرعـبِ
عَصْفٌ بذهْنِي مَن يُعِيْـدُ تَوازُنِـي؟
جَيْشٌ مِن الكلماتِ يقْصفُ مكْتَبِي
سكت الجليد فيا نـوارس أشعلـي
قلبَ المحيـط وياجبـال تسرّبـي
ظمئ الطريقُ إلى خُطاي َ فمـا أنـا
إلا الصّفـاء ُ ورغبـة ُ المُتأهّـب ِ
يا نار ُ كوني الدفء لحظة رعشتـي
كوني الأمانـي َ إذ ْ تعثّـر مطلبـي
فعلى المنى حسبي أموسـق أدمُعـي
كي تبعثّ الومَضات ِ بعـد تغيُّبـي


إبراهيم حلوش
يوم الخميس / 10/2/1430هـ / أبها