إِلى طِفْلَة


نَظَرَاتُ وَجْدٍ في رَجَاءِ إِيَابِ
أَمْ هَطـْلُ عِشْقٍ في غِنَاءِ رَبابِ
أَمْ نَزْفُ أَشْواقٍ يُسَافِرُ فِي المَلا
وَيَشُقُّ آفَاقًا بِغَيرِ حِرابِ
أَمْ عِطْرُ سَوسَنةٍ تَناثرَ فِي المَدَى
فَأَهَاجَ حُبًا خَافِقَ اللبْلابِ
لَكَأنَّما غَضَبُ السَّماءِ مَواطِني
وَكَأنَّني قَفْرٌ بِغَيرِ سَحَابِ
وَكَأنَّ كُلَّ قَصِيدَةٍ رَصّعْتُها
دُرَرًا تَراءَتْ فِي أَتمِّ خَرَابِ
وَقَفَتْ عَلَى بَابِ المَزارِ وَأَسْقَطَتْ
دَمْعًا فَأَذْكَتْنِي بِغَيرِ لِهَابِ
لَا تَحْزَنِي يَا طِفْلَتِي فَلَرُبَّمَا
لَا فَرقَ بَينَ مُصَدَّقٍ وَمُحَابِ
إِيَّاكِ مِنْ أَصْلٍ يُحَابِي نَسْلَهُ
إِنَّ الخُمُورَ سَلِيلةُ الأَعْنَابِ
ظَمَأِي إِلَيكِ وَلَو عَلِمْتِ كَصَائِمٍ
مِنْ بَعْدِ إِمْسَاكٍ بِحُرقَةِ آبِ
يَستَلُّ فَأسًا مِنْ صَبِيحَةِ يَومِهِ
فِي الغَابِ يَعْدُو مُثقَلَ الأَحْطَابِ
اللهُ أكبرُ حِينَ دَوَّى فِي المدَى
لكنَّ مَغْرِبَهُ بِغَيرِ شَرَابِ
هَلْ يَسْتَوِي فِي العِشْقِ مَالِكُ أَمْرِهِ
يَومًا وَمَنْ مَنَّى الهَوى بِسَرابِ؟!
فَلِكلِّ كَأسٍ مَرَّ فِيكِ عِذابُهُ
وَلَكُلُّ َكأسِ مَرَّ بِي لعَذَابِ
فِإِذا عَلَوتِ عَلَوتِ أَعْلا نَجْمَةٍ
وَإِذا نَزَلتِ نَزَلتِ خَيرَ رحَابِ
وَإِذا تَقَطَّعَتِ الدُرُوبُ حَبِيبَتِي
فَلَسَوفَ أَبْقَى مُشْرِعًا أَبْوابِي
هِيَ سُنّةُ العُشَّاقِ فِي أَوصَالهِمْ
مَا ضَاعَ حَقٌ مِنْ وَرَاءِ طِلابِ
عِيدٌ عَلَى الدُّنْيا أَطَلَّ بِعِيدِهَا
كَالطِّيبِ فِي رَاقٍ مِنَ الأَثْوَابِ
لَولا طَهارَتُها وَعِفّةُ نُفْسِها
صِدْقًا، لمَاَ ذُكِرَتْ بِخَيرِ ِكِتَابِ
فَلَهَا مِنَ القُرآنِ بِدْءُ ( بَرَاءَةٍ )
وَلَهَا مِنَ الإِحْسَانِ خَيرُ نِصَابِ
إِنْ أَوقَدُوا لَكِ شَمْعَتَينِ فَإِنني
أَوقَدْتُ أَشْواقًا عَلَى أَحْقَابِ
حَضَرَ الجَمِيعُ العُرْسَ إِلَّا عَاشِقٌ
مُسْتَوحِشٌ فِي بَلقَعِ الأغرابِ
هَرِمَتْ بِقَلْبِي كُلُّ أَفْرَاحِي عَدا
بِنْتُ الهُمُومِ تَمَلَّقتْ بِشَبَابِي
فَبِأَيِّ حَالٍ عُدْتَ يَا عِيدٌ لَنَا
وَبِأيِّ ثَوبٍ! وَالهُمُومُ ثِيَابِي
إِنْ أَنْكَرَتْ هَذِي المَدَائِنُ خُطْوَتَي
فَلَكَم يَضِيقُ الرَّمشُ بِالأَهْدَابِ
يَا قَلبُ إِنْ كُبِح َ الِّلقاءُ عَلَى الثَّرى
فَلَرُبَّما أَلقَاهُ طَيَّ تُرَابِ