تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

لا تزالُ مدنِي تجتَّثُ رَحِيقَ الوَجَع أمشِي على سكَّة الصَّمتِ المَبتور ,وحَنايا المِداد, وبيدي قنديلٌ أضاعَ لهفةَ الضَّياء وتنهدات متهالكة أضعها على سكة سفر حيث الأزقة تلفظ وجهي الغارق بدمٍ لا يعرفُ حفيفَ السير في طُرقات سنابلِ البعدِ.
ريحٌ باردة تسكنني, وخطواتٌ شبحيةٌ ليلية تعري نفسها من ذاكرة النهار, فاسلِّم قدميَّ لمدينةٍ جافة لا تعرف غير أنها تسحَق الأمطارَ من شفتي المكدسة بقبلات وجع, ولملمةِ شظايا القلب من قبور الأحياء.
اقطف لي ما تيسر من بكاء ودثر خطوات الظمأ التي حاكت على أرصفتها وسائد قهرٍ تناثرت في سماء النسيان. أريد ان أتعمد فاخلع علي ثوب الصلاة وردا ناريا طالعا من حزن الأرصفة المنسية.
دعني أغرق في البحث عن لون صوتك وخربشات تفاصيل عذاباتك التي تُطِل من نوافِذ حزنِ االوطنِ.
فأيُّ عذاب ستحملين يا سني الكهولة.
أصوات متحجرةٌ بالتعبِ والحرمان ولوعةٌ تشقق يقظة مواسم الربيع ، وصوتكَ مذبوحٌ بطفولة لم تُمارس طقوسَها.
هذا الصهيل يحرقني فباركني وعمدني بشراسة حزنكَ فلا أحدَ يمكن أن يحتويك مثلي. سأكتبكَ بعرائش الياسمين التي ستنمو في شراييني لأعلقَ قلبي وسط الريح وأعلنَ تمرد ارتعاشة تسكنني بغربة فراشات عمياء تلعقُ قصائد الاحتراق تبعثرها مدى أغنية.