طُقُوسٌ أُخْرَى، لِقَصِيدَةٍ أُوْلى


ضَوْءٌ جَلِيلٌ, ليس كالأضْـواءِ
ومُعَمَّمٌ, كالشَّيْخِ, بالخَضْـراءِ

مُـثَّـاقِـلًا جـابَ المَدِينَةَ،
إنَّما كالرِّيْحِ;
في جُزْءٍ مِنَ الإغْـفَـاءِ

هَلْ راغَ مِنْ صَمْتِ الأَسِرَّةِ؟
-رُبَّما-
هَزَّتْهُ أفْكارٌ إلى الضَّـوْضـاءِ!

مُتَرَنِّحًا،
ثَمِلًا بِخَمْرٍ قَرِيحةٍ
-مُزِجَتْ بألوانِ الرُّؤى-
عَصْماءِ

في الطِّيْنِ..
يتْلُو ظِلَّهُ مُتَأمِّلًا!
ويُخَالُ يمْشِي فَوْقَ سَطْحِ المَاءِ؟!

الأُمْنِياتُ الخُضْرُ:
بَعْضُ هِباتِهِ
لا فَرْقَ.. في السَّرَّاءِ، في الضَّرَّاءِ

كالأَصْفِياءِ;
طُقوسُهُ عُلْوِيَّةٌ
ما بينَ إظْهارٍ لها وخَفاءِ!

مُتَوَثِّبٌ كالأُغْنِياتِ..
وطاعِنٌ في الذِّكْرَياتِ،
بِشَارَةُ الأَنْواءِ

ويَجِيءُ في نَوْمِ الصَّحارِي،
باذِخًا كالحُلْمِ،
فوقَ سَحابَـةٍ سَحَّاءِ

حَرْفٌ سَماوِيٌّ،
تَنَزَّلَ دَهْشَةً وُثْقَى;
لِتُؤْمِنَ أُمَّةُ الشُّعَراءِ!

في قَلْبِهِ أسْفارُهُ,
في راحَتَيْهِ المُعْجِزاتُ،
مُزَمَّلًا بِغِناءِ

ضَوْءٌ إِلَهِـيٌّ،
أتى مِنْ آخِرِ المَعْنَى;
يُفَسِّرُ آيَةَ الظَّلْماءِ!

فكأنَّهُ, إنْ حاوَلُوا كَشْفًا لَهُ:
شَيْءٌ تَفَرَّقَ دَاخِلَ الأَشْـيَـاءِ!!.