فجر لقيط

شِعر : همَام رياض

أَلَيَالِيَّ صَوْلَةَ العِزِّ عُودِيِ
نَخَرَ الضَّيْمُ في نَهاريَ عُودِي
<>
عَصَفَ الزَّيْفُ مُسْتَرِقًّا فَضُمِّي
وَنَبَا السَّيْفُ عنْ حِمَاك فَذُودِيِ
<>
وَقَفَ الرَّأيُ ، فالْهَوَى مُسْتَبِدٌّ
وَقَفَا الرَّيبِ قِبلةٌ للسُّجودِ
<>
وَبَنَى الوَهْمُ للدُّنَى منْ غُرُورٍ
قُبَّةَ الجهْلِ فوقَ صَرْحِ الخُمُودِ
<>
وَتَدَاعَى يَمُجُّ قَيْحَهُ حِرْصٌ
مُستلِذ ُّ الوَقَاحِ عَقُّ الصُّدُودِ
<>
مُتَرَاميٍ يَؤُزُّه ُ مُسْتَهَامًا
شَبَقٌ هَبَّ شَارِدًا مِنْ قُيُودِ
<>
قيلَ هَاؤُمْ أَتَى الزَّمانُ بِفجْرٍ
أَلِقَتْ فِيهِ شَمْسُ كُلِّ العُهوُدِ
<>
حَلَّقَ العَقْلُ في سَمَاهُ بِسَاطًا
وَتَهَادى يَخْتَالُ فَوقَ ِ الحُدُودِ
<>
بِئسَ مَيْنٌ أَتَوْا عليهِ وَمَيْلٌ
عنْ رشادٍ أراهُ غَيْرَ رَشِيدِ
<>
بِئْسَ مَيْدٌ ، كَمَا سَرَابٍ بِقِيعٍ
لَيْسَ يَطْبِي سِوىَ مَقِيدٍ مَقُودِ
<>
تَلْسَعُ السَّمعَ أَلسُنٌ تَتَلَوَّى
تَنْفُثُ الزُّورَ مِنْ مَسَمِّ الشُّرُودِ
<>
تَجِدُ اللَّهو للهَوى مُسْتقَرًا
وَتَرَى الخَوْضَ حُجَّةً كالشُّهودِ
<>
أَيُّ فَجْرٍ ألاَحَ غَيْرُ فُجُورٍ
وَحِيَادٍ عَنِ الحِجَا وجُحُودِ
<>
أَيُّ فَجْرٍ ألاَحَ غَيْرُ انْفِجَارٍ
ودَماَرٍ مُفَخَّخٍ بِرُكودِ
<>
مِن عُرَاةٍ تَلَفَّعُوهَا حِمَانا
في صَقِيعٍ يَنْثَالُ فَوْقَ الجُمُودِ
<>
لاَهِثِينَ ، وَكُلُّ أرضٍ أتَوهَا
أُنجِزَ البَيْعُ دونَ أَيِّ عُقُودِ
<>
فبِلاَدٌ مَخَافِرٌ لِجُيُوشٍ
وَبلادٌ مَحَطَّةٌ لِوَقودِ
<>
وَشعُوبٌ لَهَا الكسَادُ مزاَدًا
فيِ بلادٍ بِها كَسَادُ الوعُودِ
<>
مَا قِصَاصٌ بِمِلَّةِ النَّحوِ يُرْجَى
بَيْنَ عَمْرٍو لَدَى النُّحَاةِ و زيدِ
<>
إنْ تَرِدْنَا حُرِيَّةٌ أوْفَدُوها
سَقْفُهَا العَاجي قُبَّعاتُ الجُنودِ
<>
أَيُّ فَجْرٍ وَمَا سِوَاهَا مَرَايًا
قَفِزَ الوَهْمُ مِنْها قَفْزَ القُرودِ
<>
أَيُّ فَجْرٍ كَمَا غُرُوبٍ تَدَلَّى
إِنَّمَا الفجْرُ للسَّنَا و الصُّعُودِ
<>
يَالَيَاليَّ مَاائْتِزَارِيَ ثَوْبٌ
مِنْ قِيَامٍ مُخَرَّزٍ بِقُعودِ
<>
وَوَفَائِي إِلىَ السَّراةِ سُرَاهُ
في اتِّرَاسٍ عَلَى مَطَايَا الصُّمُودِ
<>
مَا أَرَى الفَجْرَ غَيْرَ مَا كُنتِ حُبْلَى
يَومَ أبْلىَ عَلَى رُبَاكِ أُسُودِي
<>
كلُّ فَجر ٍ أَتَى سِوَاهُ لَقِيطٌ
قَذَفَتْهُ غَيَاهِبٌ مِن رُعُودِ
<>
أمْ يَقُولُونَ ذَاكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ
لَيْتَ شِعْري مَنْ لِي بِنُبْلٍ وَجُودِ
<>
أَيُّ ذَنْبٍ إذا بَحَثْتُ وَرَائِي
عَنْ مَكَانٍ أَضَعْتُ فيهِ وُجُودِي

.................................................. .......