غَثٌّ وَسَمِينٌ
شَطَحَاتُهُ نَحْوَ السَّمَاءِ يَقِينَهُ
فَقْدَ الأَمَانِ وَيُعْلِيَنَّ يَقِينَهُ
مُلْقًى عَلَى كَتِفِ الزَّمَانِ مُلَوَّعًا
أَشْطَانُ شَيْطَانٍ تَرُصُّ شُجُونَهُ
مَا أَسْدَلَ الليْلُ الجُفُونَ يَلُفُّهُ
بِالعَتْمِ إِلا وَاسْتَبَاحَ سُكُونَهُ
يُلْقِيهِ فِي أَتُّونِ شَوْقٍ جَائِرٍ
وَيُبِيحُهُ لِأَعِنَّةٍ يُرْدِينَهُ
تَرْنِيمَةُ المَوْتِ النَّبِيلِ تُكِدُّهُ
وَكَرَامَةُ المَوتَى تَحُضٌّ جُنُونَهُ
فَيُجَرِّفُ التَّارِيخَ بحثًا يَرْتَجي
قَصْرًا بِوَهْمٍ لَمْ يَعِشْ مَضْمُونَهُ
أَضْنْاهُ تَشْرِيدٌ وَحُرْقَةُ غُرْبَةٍ
خَرْقَاءَ تَقْطَعُ بِالفُتُونِ وَتِينَهُ
وَتَلُوحُ فِي الأُفقِ المُضَرّجِ بالجَوَى
سُفُنُ القَصِيدِ أسًى تُقِلُّ أَنينَهُ
بِنَوَائِبِ الإِجْحَافِ تُنكِرُ خَيْرَهُ
وَمَعَاوِلِ الحَمْقَى تَدُكُّ سَفِينَهُ
يَرْنُو لِنُورٍ فِي المَدَى مُتَرَاقِصٍ
وَالشِّعرُ يَنْزِفُ بِالحُرُوفِ حَنِينَهُ
يَأْتِي الرِّفَاقَ وَقَدْ تَبَسَّمَ رَاضِيًا
بِالوِدِّ يَجْمَعُ غَثَّهُمْ وَسَمِينَهُ
وَيَضُمُّ غِيلَتَهُم لِصَدْرٍ نَازِفٍ
وَيُنِيلُهُمْ جُودًا نَدَاهُ وَلِينَهُ
فَيُنَقِّبُونَ وَيَرْتَعُونَ بِحَقْلِهِ
وَيُقَارِعُونَ الحَقَّ يَسْتَعْدُونَهُ
وَيُصَارِعُونَ وَيَدَّعُونَ تَكَلُّفا
ويُمَزِّقُون أَصِيلَهُ وَمَتِينَهُ
مَنْ للِإِبَاءِ إِذا انْحَنَى مُتَرَفِّعٌ
فِي صَوْلَةٍ لِيَصُدَّ مَنْ يُؤذُونَهُ
مَا لِلشُّؤُونِ تَدَاخَلَتْ أَقْدَارُهَا
لِلصَّبِّ شَأْنٌ وَيْكَ لَوْ يَدْرُونَهُ
وَطَنٌ هُنَاكَ بِأَسْرِهِ فِي ذِلَّةٍ
يَلِجُ الظَّلامُ مُبَاحَهُ وَحَصِينَهُ
فَالليْلُ دَاجٍ وَالجَحِيمُ تَفَجَّرَتْ
بِسَمَائِهِ وَالمَوْتُ بَاتَ خَدِينَهُ
وَالأَرْضُ أَدْمَاهَا الجُنُونُ فَلَوَّنَتْ
بِزُلَالِ مَا نَزَفَ الإِبَاءُ ظُنُونَهُ
وَالأخْوَةُ الأَعْدَاءُ فِي تَرَفٍ عَلَى
إِيقَاعِ طَبْلِ مُجُونِهِمْ يَأْتُونَهُ
مُتُفُجِّعِينَ وَسَافِحِينَ دُمُوعَهُمْ
تِمْسَاحُ غَدْرِ الأَهْلِ يَعْرِفُ طِينَهُ
جُودٌ؟ وَهَلْ لِدَمِ الشَّهِيدِ مُعَادِلٌ؟
عَرَفُوا النّدَاءَ وَمَا دَرَوْا مَكْنُونَهُ
بَلْ مَا دَرَى الأَغْرَارُ فِي إِسْرَافِهِم
أَنَّ الطَّرِيدَ غَدًا يُشِيدُ عَرِينَهُ
وَيَجُولُ فِي المَيْدَانِ يُعْلِنُ مَجْدَهُ
وَيَفُكُّ مِن أَسْرِ الشَّقَاءِ رَهِينَهُ
وَيَرُدُّ لِلبَاغِي الدُّيُونَ وَمَا رَبَا
مِنْهَا وَيُرْغِمُ فِي التُّرَابِ جَبِينَهُ
مَنْ قَالَ يُمْتَهَنُ الأَكَارِمُ بِالضَّنَى
سَيرَى قَضَاءَ الدَّيْنِ إِذْ يَقْضُونَهُ
وَتَعُودُ أَسْرَابُ الحَمَامِ عَزِيزَةً
لِثَرًى تحَشَّدَتِ المَنَايَا دُونَهُ
إِنَّ البَعُوضَ وَإِنْ تَعَاظَمَ شَرُّهُ
ذَرٌّ حَقِيرُ القَدْرِ يا مَغْبُونَهُ