|
هلا سمعتم عن دمى تنقاد ? |
ذلا وتملأ قلبها الأحقاد |
أم عن مزادات الفضيحة تشترى |
فيها الضمائر والأنام رقاد |
زمر من الشذاذ تعرف بعضها |
في موسم للموبقات تنادوا |
قد وحدتهم في الخطاب كريهة |
فتنكروا وتأمركوا وتمادوا |
تنسل من خلف الحدود فلولهم |
تحت العمائم يختفي الموساد |
سيماهمُ بوجوههم حدِّق بهم |
ينبيك مافوق الجِباه سواد |
من كل فج للدنية أقبلوا |
وكأنهم يوم الخطوب جراد |
عادوا على سفن البغيض شراذما |
موبوءة ياليتهم ماعادوا |
تلك العمائم في الخفاء رخيصة |
يمتص مصل خيوطها الأوغاد |
طعنوا العراق بظهره وبطهره |
واستنسر المنسوخ والمنقاد |
ياأمة نامت على نكباتها |
في عقرها تتصارع الأضداد |
ياليل نيسان الذي لاينتسى |
والأرض ثكلى والسماء رماد |
بغداد تنهب والكرامة سلعة |
وبأرخص الأثمان كيف أرادوا |
بغداد في وضح النهار سبية |
-واخجلتاه -وأنتم الأشهاد |
والمجد والتاريخ والصيد الألى |
مادونوا ماأورثوا وأشادوا |
بغداد ماسقطت ولكن أسقطت |
بشموخها مايضمر الحساد |
باق عرينك ياعراق لطالما |
عثرت على جدر الزمان جياد |
فاعقد لواء النصر زهوا وانتفض |
يًلِذِ الجبان ويسقطِ الجلاد |
إن الكلاب تنام أرضا حينما |
يلج النهار وتزأر الآساد |
إني لأسمع في المدائن صرخة |
حان القصاص وحدد الميعاد |
الخيل قادمة ففك لجامها |
لاتلتفت لايعتريك سهاد |
كبِّر على طهر التراب وقل له |
لاتبتئس من ربك الإمداد |
مرحى لمن سبق المنية وانتخى |
ويلوح في قسماته استعداد |
واستل سيفا من مآثر ومضة |
(إن الحياة عقيدة وجهاد) |
قوم على خط السراط تمرسوا |
يوم الوغى قاماتهم أطواد |
إما حياة للعراق كريمة |
أو أنَّ آخرة المنى استشهاد |
أم هل سمعتم عن جموح مدينة ? |
تأبى الفناء وجرحها ميلاد |
أرض بها طهر الشمائل فطرة |
بمضيفها الأزلي يحلو الزاد |
دار السلام وكل دار دارها |
كانت وتبقى واسمها بغداد |