تحية إكبار للشاعر الرائع والأخ الكريم محمود فرحان حمادي
ردا على سابق فضله

http://rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=49599
أَرْحَمُ الإخْوَانِ
عَصَفَ الإيَاسُ بِحِكْمَةِ النُّجَبَاءِ
أَقْعى بِساحَتِهِ التَّفَاؤُلُ مُذْعِناً
فَيَمِينهُ لِلِضَرْبَةَ السَلْكاءِ
وَرَأَيْتُ أَبْوابَ الظَّلامِ مَهِيبَةً
وَبِظِلِّ أَبْوابِ السَّلامِ عَنَائِي
فَوَقَفْتُ أَرقُبُ فَجْرَ لَيْلٍ جَائِرٍ
أَوْدَى بِكُلِّ مُروءَةٍ وَنَقَاءِ
وَرَنَوْتُ لِلصُبْحِ الجَمِيلِ لَعَلَّهُ
يَأْتي بِنُورِ اللهِ في الأَرْجَاءِ
وَلِزَقْزَقَاتِ الطَّيْرِ تَنْثُرُ سِحْرَهَا
في كُلِّ زَاوِيَةٍ وَكُلِّ فِنَاءِ
وَلفِعْلِ خَيْرٍ مِنْ ضَمِيرٍ طَاهِرٍ
يَأتي لِظِمآنِ الأُلَى بِسِقاءِ
فَإذا المَعَانِي دُهمَةٌ وَبِمُرِّها
ضَجَّ الفَضَا بِبَواطِشِ الأَدْوَاءِ
وَإِذَا بِهَا الدُنْيا تُعاجِلُ واهِمًا
بِصَلاحِها بِالطَّعْنَةِ النَّجْلاءِ
زَرَعَتْ دُرُوبَ مَدَائِني بِشُرُورِها
وَأَتَتْ عَلَى أَمَلِي بِهَا وَرَجَائِي
وَمضَى الرِّفَاقُ الأَوْفِياءُ أَرَاهُمُ
حَوْلِي بِكِلتَا شِدَّتي وَرَخَائِي
لكِنَّ لِي فِي صُحبَتي أَمَلًا وَلِي
فِيهَا مِنَ الإِخْوانِ خَيْرَ عَزَاءِ
بِهِمُ اسْتَهَلَّ الغَيْثُ دَهْرِيَ مُقْبِلًا
بِغُيُومِهِ تَرْوِي ظَمَا البَيْدَاءِ
وَبِهِمْ أَتَتْ لِمَسَرَّتي بِرَفيفِها
أَهْدابُ شَمْسِ الصُبْحِ قَبْلَ ضَحاءِ
ضَحِكَتْ لَهَا عَيْنُ القَصِيدِ كَأَنَّما
رَكِبَتْ حُروفُ الشِّعْرِ خَيْلَ بَهَاءِ
وَأَتَتْ تُعانِقُ دَمْعَتي بِصَفائِها
وَتَصُدُّ عَنِّي عَاصِفَ الأَنْواءِ
قالَتْ: مَعِي نَسْلُ الكِرَام وَفَخْرُهُمْ
جِئْنَا رِيَاضَ قَصيدكِ الفَيْحَاءِ
وَتَلَفَّتَتْ عَيْنُ التَوَجُّسِ خَشْيَةً
فَلَكَمْ دَهَتْ قَلْبِي صُنوفُ بَلاءِ!
كَمْ نِلْتُ مِنْ خِلٍّ جُحُودًا وَافْتَرى
عَسْفًا يَضِيقُ بِعِزَّتِي القَعْسَاءِ
وَأَتَتْ عَلَى أَحْلامِ قَلْبي مُزْنَةٌ
هَطَلَتْ بَعِيدًا عَنْ لَظَى صَحْرَائي
لا خَيْرَ في الدُّنْيا، قد انْقَطَعَ الرَّجَا
وَقَضَى الوَفَاءُ وَأَوجُه البُشَرَاءِ
وَمضَى الرِّفَاقُ الأَوْفِياءُ أَرَاهُمُ
حَوْلِي بِكِلتَي شِدَّتي وَرَخَائِي
«لَكِنَّ هذا مَنْ عَرَفْتِ إِبَاءَهُ»
قَالَتْ تُفاخِرُ نَشْوَةً بِذَكاءِ
وَالنّاسُ أَحْلامٌ، وَبَوْنٌ شاسِعٌ
بَيْنَ الكِرامِ وَجَوْقَةِ الغَوْغاءِ
وَفتَحْتُ أَبْوابي بِفَرْحَةِ حُرَّةٍ
عَافَتْ قُرُونَ الوَحْشَةِ الخَرْسَاءِ
أَهلاً أَخِي المَحْمُودُ، وَائْتَلَقَ الضُّحَى
وَأَتَى البَشِيرُ يُزَفُّ بِالأَضْواءِ
أَهْلاً بِمَنْ رَسَمَ البَدِيعُ بَهاءَهُ
وَأَنَاخَ نُوقَ البَوْحِ لِلِشُعَراءِ
مَنْ فَاقَ مِنْ أَلَقٍ حُدُودَ زَمانِهِ
واجْتَازَ في الإبْدَاعِ كُلَّ سَناءِ
نَسْلُ الكِرَامِ وَفِي الأَنَامِ يَمِينُهُ
مَبْسُوطَةٌ تُعْطِي بِكُلِّ سَخَاءِ
وَبِهِ أَطَلَّ الخَيْرُ فَجْرًا يَمَّحِي
بِنَقَائِهِ مُحْلَوْلِكُ الظَّلْمَاءِ
لِينٌ وَفِكْرٌ وَاحْتِكَامٌ بَاهِرٌ
لِلْحِلْمِ قَبْلَ الحَزْمِ في البَأْسَاءِ
يَا أَرْحَمَ الإِخْوانِ إِنْ مَادَتْ بِنَا
سُفُنُ السِّنينِ بِلُجَّةِ الأَرْزَاءِ
شَذَراتُ حَرْفِي يَا أخِي تَزْهُو بِأَنْ
عَرَجَتْ لَكُمْ فِي القِمَّةِ الشَّمِّاء
فَاعْذُرْ تَلَعْثُمَها إذا انْكَفَأَتْ وَلمْ
تَنْهَضْ بِوَصْفٍ جَازَ كُلَّ ثَنَاءِ